إذا تصورنا الحياة الدنيا بدون عالم الآخرة، لظهر لنا ان الدنيا لا تمثل شيئاً
و لا معنى لها على الاطلاق، و يشابه ذلك تصور دورة حياة الجنين في بطن أمه دون أن
يخرج من تلك الحياة الى الحياة الدنيا.
إنَّ الجنين الذي يعيش في رحم امّه، و يقضي في هذا السجن الضيق و المظلم
شهوراً عدة، ليأخذه العجب حقّاً لو أنَّه اوتي عقلًا و حكمة ليفكر بهما في أمره و
تلك المرحلة التي قضاها في سجنه ذاك:
لما ذا أنا حبيس في هذا السجن المظلم؟
لما ذا قُضي علي أنْ أخوض في هذه المياه و الدماء؟
ما نتيجة ذلك؟
من الذي أرسلني؟ و لما ذا؟
أما إذا قيل له: إنّك تقضي هنا فترة مؤقتة، تتشكل فيها اعضاؤك، فتقوى،