منها، طالبين من الذين يريدون الاطلاع أكثر على هذا الموضوع أنْ يرجعوا الى
المصادر التي سنذكرها لهم. [1]
حديث الغدير
يقول الكثير من المؤرخين إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أدى فريضة الحج
في آخر سنة من سنوات عمره الشريف، و بعد الانتهاء من الحج، رجع و معه جموع غفيرة
من أصحابه القدامى و الجدد و المسلمين المولعين به الذين كانوا قد اجتمعوا من
مختلف نقاط الحجاز ليلحقوا برسول اللَّه صلى الله عليه و آله في أداء فريضة الحج.
و عند وصولهم الى مكان بين مكة و المدينة اسمه (الجحفة)، تقدمهم نحو (غدير خم)
حيث كان مفترق طرق يتفرق، عنده الناس كل الى وجهته.
و لكن قبل أنْ يتفرق الناس من هناك الى انحاء الحجاز، أمر الرسول الناس
بالتوقف و دعا الذين سبقوه الى الرجوع، و انتظر حتى لحق به الذين كانوا في الخلف.
كان الجو حارّاً جداً و محرقاً، و لم يكن في تلك الصحراء المترامية ما يستظل به.
أدى المسلمون صلاة الظهر مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. و عند ما أراد الناس
الانصراف الى خيامهم فراراً من حرارة الجو، أخبر النّبي صلى الله عليه و آله إنَّ
عليهم أنْ يستمعوا الى بلاغ مهم جديد من جانب اللَّه في احدى خطبه المسهبة.
أقيم لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله منبر من أحداج الإبل، فارتقاه، و بعد
أنْ حمد اللَّه و أثنى عليه، و قال من جملة ما قال:
... أما بعد أيَّها الناس اسمعوا مني أبيّن لكم فإنِّي لا أدر
[1] لمزيد من الشرح راجع كتاب
«المراجعات» و «الغدير».