responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 217

من الضوء على هذا الموضوع، و تثبت أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لم يغفل طوال حياته عن هذه المسألة المصيرية، على الرغم من المساعي السياسية التي جرت بعد الرسول التي حاولت ايهام الناس أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لم يعين خليفة من بعده.

هل يصدق أحد أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الذي لم يترك المدينة لبضعة أيّام (عند ذهابه الى غزوة تبوك) إلّا بعد أنْ عيّن من يقوم مقامه فيها، لا يعين أحداً ليخلفه بعد مغادرة الدنيا نهائياً، بل يترك الامة نهب الاختلافات و الاضطرابات و الحيرة، دون أنْ يضمن للاسلام استمراريته على يد هاد و مرشد يعتمد عليه؟

لا يشك أحد أنَّ عدم تعيين خليفة ينطوي على أخطار كبيرة على الاسلام اليافع، حيث أنَّ العقل و المنطق يحكمان بأنَّ أمراً كهذا يستحيل صدوره من نبيّ الاسلام.

إنَّ الذين يقولون أنه عهد بذلك الى الأمة، عليهم أنْ يبينوا أدلتهم و يثبتوا أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد صرح بذلك علانية، و لكن ليس ثمّة دليل من هذا القبيل.

3- الاجماع و الشورى‌

لنفرض أنَّ رسول الاسلام غض النظر عن هذا الأمر الحيوي، و أنَّ المطلوب من المسلمين أنفسهم أنْ يختاروا خليفة رسول اللَّه عن طريق الاجماع.

و لكننا نعلم أنَّ «الاجماع» يعني اتفاق المسلمين، و نعلم أيضاً أنَّ اجماعاً كهذا لم يحصل عند انتخاب الخليفة الاول، اللّهم إلّا ما حصل عند اجتماع عدد من الصحابة الذين كانوا في المدينة، حيث اتخذوا قرارهم، مع أنَّ سائر المسلمين في‌

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست