صحيح أنَّ اللَّه قد وهب الانسان العقل و الحكمة، و منحه وجداناً قوياً
مثمراً، و أرسل إليه كتباً سماوية، و لكن هذا الانسان، مع كل هذه الوسائل
التّكوينية و التّشريعية، قد يخطئ في تمييز خط سيره، لذلك فإنَّ وجود دليل معصوم
يأخذ بيده يقلل كثيراً من احتمالات الانحراف و الضياع. فبناء على ذلك:
«إنَّ وجود الامام يكمل الهدف من خلق
الانسان».
و هذا هو ما يطلق عليه في كتب العقائد اسم «قاعدة اللطف»، و يقصدون بها أنَّ
اللَّه الحكيم يمدّ الانسان بجميع الامور اللازمة لكي يصل الى هدف الخلق، و من هنا
فان بعثة الانبياء و تعيين الائمّة المعصومين، و إلّا فإنَّ ذلك يؤدي الى (نقض
الغرض) فتأمل!
2- الحفاظ على الشرائع السماوية
إنَّ الاديان الالهية عند أوّل نزولها على قلوب الانبياء تكون أشبه بقطرات
المطر النقية الشفافة الصافية التي تمنح الحياة و تربي الرّوح. و لكنها عند ما
تدخل المحيط الملوث و الادمغة الضعيفة غير النظيفة تتلوث بالتدريج، و تضاف اليها
الخرافات و الاوهام، بحيث أنَّها تفقد شفافيتها و لطافتها الاولى، و عندئذ لا يبقى
لها شيء من جاذبيتها، و تفقد الكثير من تأثيرها التربوي، فلا هي تروي عطش
العطاشى، و لا هي تنبت برعماً لفضيلة.
و من هنا تتضح ضرورة وجود القائد المعصوم بصفته أنَّه هو الذي يحافظ على أصالة
الدين، و خلوص المناهج الدينية، و يحول دون كل اعوجاج