قبل كل شيء ينبغي أنْ نتعرف على البيئة التي نزل فيها القرآن على الصعيدين
الفكري و الثقافي.
يجمع المؤرخون على أنَّ أرض الحجاز كانت من أكثر بلدان العالم تخلفا بحيث
أنَّهم كانوا يعبرون عن سكانها بأنَّهم متوحشون أو شبه متوحشين. و قد عكفوا على
عبادة الاصنام و تمسكوا بها تمسكاً شديداً، و كانوا يصنعونها من الحجر و الخشب
باشكال متنوعة، فكانت تلقي بظلها المشئوم على كل ثقافتهم، حتى قيل أنَّهم كانوا
يصنعون الاصنام من التمر و يسجدون لها، و لكنهم إذا أحسوا بالجوع أكلوها!
و على الرغم من كرههم الشديد للبنات بحيث أنَّهم كانوا يئدونهن احياء لكنهم
كانوا يقولون: إن الملائكة بنات اللَّه. بحيث يعتبرون اللَّه سبحانه و تعالى
انساناً مثلهم.