لا بدّ لكلّ نبيّ أنْ يكون موضع ثقة عموم الناس قبل كل شيء بحيث لا يجدون في
كلامه أي احتمال للكذب و الخطأ و التناقض. لأن مركزه سوف يتزلزل في غير هذه
الحالة.
إذا لم يكن الانبياء معصومين فإنَّ المخالفين سوف يحتجون لعدم ايمانهم
بامكانية خطأ الانبياء، كما أنَّ الباحثين عن الحقيقة سوف يتزعزع إيمانهم بصحّة
محتوى دعوتهم، فيرفض الطرفان رسالاتهم، أو على الأقل، سوف لا يكون تقبلهم لها
مصحوباً بحرارة الثقة و الايمان.
هذا الدليل- الذى يسمى «دليل الاعتماد»- يعتبر من أهم أدلة عصمة الانبياء.
و بتعبير آخر: كيف يمكن أنْ يأمر اللَّه الناس أنْ يطيعوا شخصاً غير ملتزم