نعود الى «المجتمع الانساني» لتطبيق هذا المثال عليه:
إنَّ المشرّع الذى يريد أن يضع خير القوانين للبشر يجب أنْ تتوفر فيه الشروط
التالية:
1- أنْ يكون عارفاً معرفة تامّة بالبشر،
بغرائزهم، و عواطفهم، و حاجاتهم، و مشكلاتهم و كل ما يتعلق بهم.
2- أنْ يأخذ بنظر الاعتبار جميع مؤهلات الناس و
استعداداتهم و مواهبهم لكي يستخدم القوانين في سبيل تفتحها و ازدهارها.
3- أنْ يكون قادراً على التنبؤ بما يمكن أنْ يقع
في المجتمع من حوادث و طرق و مواجهتها على أفضل وجه.
4- أنْ لا تكون له أية مصالح شخصية و لا لأيّ من
أقربائه و المختصين به.
5- أنْ يكون عارفاً بكلّ ما حققه الانسان في
تقدمه، و ما لحق به من احباط و اخفاق.
6- أنْ يكون في أقصى درجة من العصمة ضد الخطأ و
النسيان.
7- و أخيراً، على هذا المُشرِّع أن يكون شجاعاً و
جريئاً، فلا ترهبه أية قوّة و لا شخصية في المجتمع، و لا يخشى أحداً أبداً، و يجب
أنْ يكون- في الوقت نفسه- على قدر كبير من المحبّة و العطف.
من الذي تتوفر فيه هذه الشّروط؟
هل يكون الانسان أفضل مشرّع؟
هل هناك من عرف الانسان حتى الآن معرفة تامَّة؟ كتب أحد كبار العلماء