هنا لا بدّ لنا من الاعتراف بأنَّنا- و لكي نصل الى هدف الخلق الأصيل و هو
«نمو الانسان و تكامله و تربيته على جميع المستويات»- نحتاج الى مجموعة من
التّعليمات الصّحيحة و السّليمة و الخالية من كل خطأ، و المستندة الى حقائق الحياة
الواقعية، تمكّن الانسان من السير في الطريق الطويل الموصل الى هدف الخلق الاصيل.
و هذا لا يكون إلّا عن طريق العلم الإلهي، أي الوحي السماوي الذي ينزل على
الانبياء. و لهذا فإنَّ اللَّه الذي خلقنا لكي نسير في هذا الطريق لا بدّ له أنْ
يتيح لنا مثل هذا العلم و هذه المعرفة.
2- الحاجة الى القائد اجتماعياً و اخلاقياً
إنَّ فينا- كما نعلم- إضافة الى العقل، غرائز و ميولًا قوية، مثل غرائز حبّ
الذّات، و الغضب، و الجنس، و غرائز اخرى كثيرة.
إنَّنا إذا لم نكبح جماح غرائزنا و تركناها تسيطر علينا، فإنَّ عقلنا سيكون
مقيداً محجوراً عليه و يكون الانسان كجبابرة التّاريخ و طغاته و أشد خطراً من ذئاب
الصحاري المفترسة.
لذا فنحن بحاجة الى التربية الاخلاقية على يد مربّ، و إلى «الأسوة» الذي
نحاكيه في الاقوال و الافعال و نحذو حذوه.
إنَّ أسوة كهذا يجب أن يكون ذا تربية كاملة من جميع الجهات بحيث يستطيع أنْ
يأخذ بيدنا في هذا الطريق الكثير المنعطفات و ينقذنا من طغيان