لنفرض أنَّ
صديقاً لك جاء من سفر و جلب لك معه كتاباً بعنوان هدية، و قال لك أنَّه كتاب ثمين
لأنَّ مؤلّفه من كبار العلماء، ذوي الخبرة و الاطلاع، و هو ضليع في تخصصه، و يعتبر
استاذاً نابغة.
و بناء على
ذلك سوف لا تقرأ الكتاب قراءة عابرة، بل بالعكس، تحاول أنْ تكون دقيقاً في قراءتك
الكتاب و تتمعّن في عباراته و حتى كلماته، و إذا لم تفهم عبارة منها فانك تقضي
الساعات، و ربّما الايّام المتوالية، تفكر في تلك العبارة كلّما سخت لك الفرصة
لعلك تدرك معناها لمعرفتك أنَّ المؤلف ليس شخصاً عادياً، بل هو عالم كبير لا يكتب
شيئاً إلّا بحساب.
و لكن إذا
قالوا لك إنّ الكتاب و إنْ كان جميل المظهر، إلّا أنَّ مؤلّفه رجل قليل المعرفة،
ضعيف الدّراية و لا يعتمد على أقواله. فلا شك أنَّك قد لا تلقي