قد يتساءل البعض: هل من الضروري أنَّ يبعث اللَّه الانبياء لهداية الانسان؟ أ
لا يكفي عقلنا و حكمتنا لادراك الحقائق؟ أ لا يساهم تقدم العلوم عند البشر في كشف
الاسرار الغامضة و توضيح الحقائق جميعها؟
ثمّ أنَّ ما يأتي به الانبياء لا يخرج عن حالتين اثنتين: فإمّا أنْ يدركه
عقلنا، أو لا يدركه.
ففي الحالة الاولى، لا حاجة لتجشم الانبياء هذا العناء، و في الحالة الثانية،
لا يمكننا أنْ نتقبل اموراً هي خلاف ما يراه عقلنا.
و من جهة اخرى، هل يصح أنْ يضع الانسان نفسه تحت تصرف شخص آخر كلياً و يطيع
أوامره دون أي اعتراض؟ أو ليس الانبياء بشراً مثلنا؟
فكيف نضع انفسنا تحت تصرف انسان لا يختلف عنّا بشيء؟