responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 110

و بكل حرية بحيث أنَّ اللَّه الكبير لا يستطيع أنْ يتدخل في أعماله!

هذا، بالطبع، شرك و ثنائية في العبادة، أو تعدد في المعبود، فعلينا إذن أنْ نعتبر الانسان صاحب الارادة فيما يفعل، و في الوقت نفسه نؤمن بأنَّ اللَّه حاكم عليه و على أعماله.

2- المدرسة الوسط

إنَّ النقطة المهمّة و الدّقيقة هنا هي أنْ لا يختلط علينا الأمر فنحسب هذين الأمرين متناقضين. الدقّة في الأمر هي إنَّنا نؤمن ب (عدالة) اللَّه إيماناً تامّاً، و نؤمن في الوقت نفسه بحرية عباد اللَّه و مسئوليتهم، و ب (التوحيد) و شمول حكمه عالم الوجود كلّه، و هذا هو ما يعبر عنه بمذهب (الأمر بين الأمرين)، أي الامر الوسط بين معتقدين متطرفين غير صحيحين.

و لما كان هذا الموضوع على شي‌ء من التعقيد، فسنورد مثالًا توضيحياً:

أفرض أنَّك تقود قطاراً كهربائياً في سفرة، فلا بدّ أنْ يكون هناك سلك كهربائي قوي يمتد فوق القطار. تنزلق عليه الحلقة المتصلة بالقطار، فيتحرك هذا بانتقال طاقة كهربائية قوية من محطة لتوليد الكهرباء الى ماكنة القطار باستمرار. بحيث لو انقطع التيار لحظة واحدة لتوقف القطار فوراً.

بديهي أنَّك قادر على أنْ تتوقف أثناء الطريق حيثما تشاء، و لك أنْ تزيد من سرعة القطار أو أنْ تخفف منها. و لكنك على الرّغم من حريتك هذه، فإنَّ الشخص القائم على إدارة محطة توليد الكهرباء قادر في أية لحظة أنْ يوقف حركتك، و ذلك لأنَّ قدرتك كلها تعتمد على تلك الطاقة الكهربائية التي يتحكم فيها شخص غيرك.

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست