الفلسفية منحى الجبريين و يأتون بالأدلة عليها، ينحازون الى جانب حرية الارادة
عند دخولهم في معترك الحياة! فهم إذا اعتدى أحد على حقوقهم أو ألحق بهم ضرراً و
أذى، يرونه جديراً بالتوبيخ و العتاب، و قد يشكونه الى المحاكم، بل ربّما ثاروا و
هاجوا و لم يهدءوا حتى ينال غريمهم العقاب القانوني!
حسناً، فاذا كان الانسان غير مختار في أفعاله حقّاً، و أنّ ما يفعله ليس
بارادته، فلم كل هذا التوبيخ و العتاب و الشكوى و الهيجان؟
على كل حال، إنَّ هذا الرأي العام لعقلاء العالم دليل حي على حقيقة كون
الانسان يؤمن في اعماقه بحرية الارادة، و كان دائماً كذلك، بل إنَّه لا يستطيع أنْ
يحيا يوماً واحداً بخلاف ذلك، و بغير أنْ يدير عجلة حياته على محور هذا الايمان.
يقول الفيلسوف الاسلامي العظيم (الخواجة نصير الدين الطوسي) في بحث الجبر و
التفويض، في عبارة قصيرة: