responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخطوط الاساسيه للاقتصاد الاسلامى المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 72

إنّ هذا الكلام لا يتعدى حالتين، الاولى أن يراد منه الخداع وايقاع الناس في الشراك، والثانية أن يكون خطأ فادحاً، فلا يمكن أن تكون حصيلة الفردية سوى‌ ضمان تأمين مصالح الفرد واستغلال الآخرين.

صحيح أنّه يمكن الاستفادة من الدوافع الفردية كعامل لتحقيق أهداف الجماعة، إلّا أنّ ذلك أمر ممكن إذا لم يكن مطلق العنان يدمّر ما حوله، وإنّما يكون تحت سيطرة المجتمع وإشرافه وغطائه تماماً.

و لهذا السبب نجد بوضوح أنّ الرأسمالية اليوم قد افترق مسيرها عن المصالح العامة للبشرية واتجهت بكل قواها نحو مصالح مجموعة صغيرة وفي ضرر شعوب العالم، وهذه الهوة أخذت تزداد تتسع يوماً بعد يوم.

و هذه الحقيقة يمكن مشاهدتها في الأعراض التالية.

1- الطبقية المقيتة

صحيح أنّ التنافس الحر يمكن أن يساعد بشكل مؤثر في تحقيق مصالح المجتمع، ولكن هذا الأمر يصحّ في حالة عدم اطلاع المتنافسين على الفوائد الكثيرة التي تنشأ من تشكيل الطبقات وأعمال العصابات الاقتصادية، وإلّا سيتفقون فيما بينهم ويستبدلون التنافس بالفئوية، وينشأ عن ذلك شركات كبرى، ومؤسسات دولية تسرح في العالم بشرقه وغربه من أجل تحقيق مصالحها على حساب الشعوب الفقيرة، كما نشاهد في عصرنا الحاضر.

لقد أدرك هؤلاء أنّ التنافس الحر كانت حصيلته ضرراً مادياً بالنسبة لهم ومنفعة بالنسبة للمستهلكين، فمن الأفضل لهم ترك هذا العمل الذي لا حاصل منه بل أصبح وبالًا عليهم، وحتى لو كانت هناك منافسة فيما بينهم‌

اسم الکتاب : الخطوط الاساسيه للاقتصاد الاسلامى المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست