الطبقي، وأي
شيء يؤدّي إلى الانشقاق بين الأمّة وإيجاد التناحر بين فئاتها.
و هنا تسكب
عبرات الاستعمار حين الحديث عن الوحدة والتقارب وإزالة الحواجز والفوارق وتعميق
أواصر المحبة والأخوّة.
و أعتقد أنّ
بالإمكان التعرّف على هذا الشيطان المتلوّن بسهولة من خلال العلامات الثلاث
السابقة، بغض النظر عن العلامات الأخرى، رغم الأقنعة التي يتستر بها وبالتالي يمكن
كشف عناصره وأعوانه في الأمّة.
كما يمكننا
التعرف على أنّ القائد الذي يتحدث دائماً عن «التحلي باليقظة» ويعمل دائماً على
إزالة التبعية، ويدعو الأمّة إلى وحدة الكلمة هو قائد مناهض للاستعمار.
أمّا أولئك
يسوقون ثقافتنا نحو الفساد والابتذال وافراغها من محتواها، وتبديل مراكز العلم
الكبرى بميادين يتسابق فيها الأفراد للحصول على الشهادات التي لا تدل إلّاعلى خزن
مجموعة من المعادلات في العقول ويمنعون طلبة الجامعة من أي نشاط سياسي واجتماعي
بنّاء مستفيدين في ذلك من حضور حرسهم وقواهم المسلحة، ويعقدون الاتفاقيات
والمعاهدات التي تؤدّي بنا إلى المزيد من التبعية لناهبي الثروات ويعملون على
تقوية أغلال التبعية عاماً بعد آخر، ويحاولون. فصل الجامعة عن المسجد، والمسجد عن
الجامعة، وفصل الشباب عن الكبار، وايجاد الفرقة بين الفئات المختلفة، ودمروا
بقواهم الشيطانية كل مجتمع يؤمل فيه السير نحو الوحدة والتماسك، فاولئك هم عملاء
الاستعمار وأياديه، ونحمد اللَّه على خلاصنا من شرّهم.
ولكن عليكم
بالحذر من هذه الأفاعي الجريحة، فانّها لم تمت، بل إنّها تقوم بتبديل جلدها
دائماً، عليكم بالالتفات إلى الخصائص المذكورة، ثم