و يحتمل أيضاً أنّ (أبا رغال) اسم لشخصين، إحداهما كان يعيش في زمان (ابرهة) و
الآخر في زمان حكومة النبيّ (صلى الله عليه و آله) في المدينة، و كان كليهما من
الخونة و كان الناس يرمون قبراهما بالحجارة.
و يقول (الطبري) في كتابه التاريخي المعروف بعد ما ينقل قصة ابرهة و أبي رغال
و بعد ذكر حادثة موته في محل باسم (المغمّس) يقول:
أنّ جسد أبي لهب بقي بعد موته مدّة ثلاثة أيّام مطروحاً على الأرض حتّى انتن
فجاء بعض الأشخاص فدفنوه في أعالي مكّة إلى جدار و قذفوا عليه الحجارة حتّى واروه،
و لعلّ في كلام أمير المؤمنين عن أبي لهب إشارة إلى رمي الحجاج إليه بالحجارة عند
مرورهم عليه.
و يستفاد من هذه العبارات أنّ العرب قبل الإسلام و بعده كانوا يرمون قبور
الأشخاص المنفورين بالحجارة، و الظاهر أنّ ذلك مقتبس من رمي الجمرات، و لم يرد في
هذه التواريخ أنّهم كانوا يضعون عموداً على القبور