بالمدينة و قد كان حمل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) تلك السنة مالًا فردّه أبو
عبد الله (عليه السلام) فقلت له: لِمَ ردّ عليك أبو عبد الله المال الذي حملته
إليه.، فقال: أموالنا من الأرض و ما أخرج الله منها إلّا الخُمس يا أبا سيّار؟ إن
الأرض كلّها لنا فما أخرج الله منها من شيء فهو لنا
و هو أيضاً ناظر إلى الأنفال فلا دخل له بما نحن بصدده.
الطائفة الثّانية: ما دلّ على ملك جميع الأراضي له
سواءً من الأنفال و غيرها مثل ما رواه يونس بن ظبيان أو المعلى بن خنيس قال
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما لكم من هذه الأرض؟ فتبسم، ثمّ قال: إن
الله تبارك و تعالى بعث جبرئيل (عليه السلام) و أمره أن يخرق بإبهامه ثمانية انهار
في الأرض، منها سيحان و جيحان و هو نهر بلخ، و الخنثوع، و هو نهر الشاش، و مهران و
هو نهر الهند، و نيل مصر، و دجلة، و الفرات فما سقت أو استقت فهو لنا
و هو يدلّ على ملكية جميع الأراضي لهم و لكن قوله فما سقت أو استقت الذي
بمنزلة التعليل و النتيجة غير واضح المعنى، فإن قوله «فما سقت» إشارة إلى الأرض
التي سقتها هذه الأنهار، و ما استقت لعلّه إشارة إلى البحار التي تسقي هذه الأنهار
منها، و لكن مجرد هذا أعني ملكية هذه المياه ليست دليلًا على مالكية الأراضي و
البحار، نعم هو سبب لأجرة المثل لمياه فقط.
الطائفة الثّالثة: ما دلّ على أن الدنيا كلّها لهم و هي عدّة روايات:
منها: ما رواه محمّد بن الريان عن العسكري (عليه السلام) قال
جعلت فداك روي لنا أن
[1] الأصول من الكافي: ج 1 باب أن
الأرض كلّها للإمام ص 408 ح 3.
[2] الأصول من الكافي: ج 1 باب أن
الأرض كلّها للإمام ص 409 ح 5.