«منها» قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)[1] و كيف يكون الدين كاملًا لو خلت الوقائع عن
الأحكام اللازمة؟ و كيف يكون الدين خاتماً و الشريعة عالمية مع عدم وجود ما يغني
الإنسان إلى آخر الدهر، و في جميع أقطار العالم من الأحكام و الشرائع؟ فكما نقول
بكمال الدين في أصوله بنصب ولي الله المعصوم (عليه السلام) فكذلك في فروعه، كما أن
القول بعدم النصّ في الأصول و أنه موكول إلى الناس مردود، فكذلك القول بعدمه في
الفروع أيضاً مردود ممنوع.
و قد ورد في تفسير الآية عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل ما لفظه
«و ما ترك شيئاً تحتاج إليه الأُمّة
إلّا بيّنه، فمن زعم أن الله عزّ و جلّ لم يكمل دينه فقد ردّ كتاب الله، و من ردّ
كتاب الله فهو كافر»