و ظاهر النهي الحرمة، و قوله: «تخاف الحبل» دليل على عدم الجواز حتّى في فرض
الشكّ احتياطاً في النفوس، إلّا أن يكون المراد من خوفها الحبل هو الحبل المعلوم
الذي تخاف من عواقبه.
ثالثاً: حالات الجنين:
و هي عديدة، و العمدة فيها ثلاث حالات:
1- ما لم يتمّ خلقه بحصول الصورة الإنسانية له، كما إذا كان نطفة أو علقة أو
مضغة أو عظاماً، و قبل أن تكسى العظام لحماً، و قبل أن يشقّ له السمع و البصر و
تتمّ سائر أعضائه.
2- إذا تمّ خلقه و لم تلجه الروح بعد، فيكون حيّاً حياةً نباتية لا إنسانية، و
هو من هذه الجهة كالإنسان الميّت الذي لا روح له.
3- إذا ولجته الروح تمام الأربعة أشهر- على ما هو المعروف- و يكون حيّاً
بحركته في بطن أُمّه، و لذلك حالتان: فتارة يولد حيّاً كما إذا أتى عليه ستّة أشهر
تامّة على قول أو سبعة على آخر، و أخرى يولد و لا يبقى حيّاً كما إذا كان أقلّ من
ستّة أشهر.
و من الواضح أنّ لكلّ واحدة من الصور المذكورة حكماً، ففي الأولى لا يصدق عليه
أنّه إنسان بالفعل- دون القوّة- لا حيّاً و لا ميّتاً، فالنطفة ليست إنساناً
بالفعل، و إن كان لها قابلية ذلك في المستقبل، و إطلاق الإنسان عليه مجازي كإطلاق
النخلة على النواة.