و مسألة ضمان العاقلة في الواقع نوع تأمين، تأمين عائلي إلزامي من قبل الشارع
الإسلامي المقدس، لأنّ قتل الخطأ المحض محتمل دائماً في حق كل إنسان، و لما كانت
دية القتل تثقل كأهل الإنسان بمفرده، و ليس كل الناس بإمكانهم تحمل ذلك بسهولة،
دعي الإسلام أقرباء القاتل في هذه الموارد لإعانة صاحبهم بشرطين، الأوّل، أن
يكونوا أقرباءه لأبيه، و الثّاني: أن يكونوا رجالا، فأوجب عليهم تحمّل الدّية.
و من البديهي أن هذه الحادثة التي أصابت بها هذا الشخص اليوم يمكن أن يبتلى
بها غداً أحد أفراد العاقلة- الذي يتحمل اليوم قسطاً من الدّيّة.
و عليه فمسألة ضمان العاقلة تشبه مسألة التأمين، و لكنه تأمين عائلي، و هي أمر
معقول.
8- الأشكال الأخرى للعاقلة في المجتمع
هناك ما يشبه العاقلة في المجتمع بأشكال أخرى، و هي من الأمور الرائجة بين
الناس اليوم، و الكل يستحسن ذلك و لا يقبل إليه.
مثلا في مراسم الزواج، فالمعتاد أن يهدي الناس الهدايا إلى العروسين اللذين
يريدان أن يبدءا حياتهما من الصفر، و هذا الأمر له أشكال تختلف باختلاف المجتمعات
و الطوائف، ففي بعضها تقدم الأموال بدل الهدايا العينية، و يتم ذلك في مجلس العرس
من قبل الحاضرين كل حسب طاقته، و قد يصل مقدار تلك الهدايا أحياناً إلى مبلغ ضخم
لا يسدّ مصارف العرس فحسب، بل يكفي كرأسمال لبداية عمل و حياة جديدة.! و في بعض
المناطق، اعتاد الناس المشاركة في مراسم العزاء و إقامة مجالس الترحيم، و هي سنّة
حسنة، فكل من يشترك في مراسم الترحيم يتبرع بشيء من