لقد رفع الإسلام النّساء من منتهى حضيض الحرمان إلى أعلى مراتب العزّة و
الكرامة، و أعطى المرأة- و قد حرمت حتى حق العيش و الحياة في الجاهلية- ذلك المقام
الشامخ.
و التّاريخ يحدثنا أنّ المرأة لم تكن تعاني من المظلومية و الحرمان في المجتمع
الجاهلي فحسب، بل إنّ هذا الأمر كان رائجاً حتى في مناطق أخرى من العالم، و لم يكن
حال المرأة في تلك المجتمعات أفضل من حالها في المجتمع الجاهلي العربي، فلقد كانت
المرأة هي الأكثر حرماناً و مظلومية حتى كانت إنسانيتها موضع التشكيك و الترديد، و
قد ارتفع هذا الظلم بفضل و الإسلام و لله الحمد، و إن تخلّف بعض الرجال عن تطبيق
رأي الإسلام في حق المرأة، فهذا لا ربط له بالإسلام. و شكر هذه النعمة الكبيرة
إنما يكون بعدم الانخداع و الانجراف مع الشعارات البراقة الخداعة و وساوس
الخنّاسين، و كذلك بإطاعة القوانين و الأحكام الإلهية، فإن صرف النّساء أو الرجال
عن وظائفهم الحقيقية لا يُعدّ خدمة لهؤلاء، بل هو خيانة لهم.