تعرضت شخصية المرأة على مرّ التّاريخ للإجحاف و الجور. فتارةً وصل حدُّ الظلم
للمرأة إلى درجة أنّها لم تُحسب في عداد النوع البشري! بل اعتبرت وسيلة و أداة
لإرضاء أهواء الرّجل و خدمته، و أنّها وجود مرتبط تماماً بوجود الرّجل إلى درجة
أنّ بعض المجتمعات البشرية كانت تدفن المرأة حيّة مع زوجها في حالة موت الزّوج! و
الحاصل، أنّها حُرمت حقوقَها الاجتماعية و الإنسانية، و لم يسمح لها بأن تؤدّي
وظيفتها التي أوكلتها الطبيعة البشرية إليها.
و تارة أخرى أنزلوا المرأة تحت قناع الحضارة و حرية المرأة و التحديث إلى حضيض
الرّذيلة و التسيب و الابتذال، و جعلوها آلة لشهواتهم و أهوائهم، فحطموا بذلك
شخصيتها الإنسانية.
و كلا الفريقين و على مرّ التأريخ حقّرا المرأة و أذلوا شخصيتها و أهانوها
بإفراطهم و تفريطهم و كما قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في حديث رائع