المستفاد من
ظاهر الآيات الواردة في حكم الأضحية في القرآن الكريم إنّ الأضحية المطلوبة في الشريعة
الإسلامية هي ما يصرف لحومها للفقراء و المساكين لا مجرّد إراقة الدّم، قال الله
تبارك و تعالى (وَ الْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ
فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ
جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَ أَطْعِمُوا الْقانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ).
[1] فالمستفاد من هذه الآية- خصوصاً بقرينة الفاء
(فَكُلُوا.)- جعل الأضحية في سبيل الإطعام، و لزوم استفادة المضحّي و القانع و
المعترّ (القانعون من الفقراء و المعترّون منهم) من لحومها، و من الواضح أنّ الآية
ليست ناظرة إلى الموارد التي لا يأكل منها المضحّون و القانعون و المعترّون، بل
تلتهمها حفر الأرض و مصاهر النار! إن قيل: لعلّ مفهوم قوله تعالى بعد الآية
المزبورة (لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِنْ
يَنالُهُ التَّقْوى)[2] عدم موضوعية المصرف، و أنّ
المهم إنّما هو التقوى و النيّات الخالصة حين الذبح، و بعبارة أخرى: لإراقة الدم
موضوعيّة.