responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنوار الأصول المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 15

علم الاصول كما ينبغي‌

(1) تاريخ علم الاصول وتطوّره في سطور:

المعروف أنّ أوّل ما دوّن علم الاصول هو رسالة دوّنها الشّيخ المفيد رحمه الله وأوردها المحقّق الكراجكي رحمه الله في كنز فوائده‌ [1]، ولكن من الواضح أنّ هذا لا يعني أنّ هذا المحقّق رحمه الله هو المبتكر لهذا الفنّ، بل إنّ الفكر الاصولي وقد وضِعت دعائمه وانعقدت نطفته منذ عصر الأئمّة عليهم السلام بل منذ عصر النبي صلى الله عليه و آله، ذلك العصر الذي شهد ظهور الفقه، وتحرك فيه فقهاء الامّة ليسترفدوا من الكتاب والسنّة- بل إجماع المسلمين ودليل العقل أحياناً- لاستنباط الأحكام الالهيّة فإحتاجوا إلى معرفة أدلّة الأحكام الفقهيّة والمنابع الأصلية لها والإحاطة الدقيقة بمنابعها الأساسيّة وحدودها وخصوصيّاتها على أحسن وجه، حيث كانت أحكام الدِّين وما يحتاج إليه المكلّفون مبثوثة في الكتاب والسنّة، ولا بدّ للعلماء وأصحاب الحديث وغيرهم من رسم خطوط عامّة لكشفها واستنباطها عن أدلّتها، فكان اللازم معرفة هذه الأدلّة التي يستكشف منها أحكام الشرع وكيفية الاستدلال بها عليها.

لكن لا إشكال في أنّ علم الاصول كان في تلك العصور مجرّد قواعد بسيطة جدّاً، متفرّقة غير مدوّنة في كتاب خاصّ، مأخوذة من كتاب اللَّه وسنّة النبي وأئمّة الهدى عليهم السلام وعُرف العقلاء، ويلقيها العلماء في كلّ زمان إلى تلامذتهم، فقد صرّح أئمّة أهل البيت عليهم السلام بأنّ‌

«علينا إلقاء الاصول وعليكم التفريع»

[2]. وقال الإمام الباقر عليه السلام لأبان بن تغلب:

«اجلس في مسجد


[1] وقد طبعها ونشرها أخيراً المؤتمر العالمي لألفيّة الشّيخ المفيد رحمه الله، فراجع ج 9 من مصنّفات الشّيخ المفيد رحمه الله.

[2] وسائل الشيعة: ج 27، طبع آل البيت، ص 62 عن الإمام الرضا عليه السلام، وقد نقل نفس الحديث في بحار الأنوار: ج 2، ص 245 عن جامع البزنطي عن الإمام الرضا عليه السلام بتغيير يسير، وهو «علينا إلقاء الاصول إليكم وعليكم التفرّع».

اسم الکتاب : أنوار الأصول المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست