و هناك احتمال أن يكون المقام المحمود هو أقصى القرب من الخالق عزّ و جلّ، و
الذي تكون إحدى آثاره هي الشفاعة الكبرى. (فتأمل ذلك).
و بالرغم من أنّ المخاطب في هذه الآية- ظاهرا- هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم، إلّا أنّه يمكن تعميم الحكم و القول بأنّ جميع الأشخاص المؤمنين
الذين يقومون ببرنامج التلاوة و صلاة الليل لهم نصيب في هذا المقام المحمود، و سوف
يقتربون من الساحة الإلهية بمقدار إيمانهم و عملهم، و بنفس المقدار سوف يقيمون
بالشفاعة للآخرين.
إنّنا نعلم أنّ أي مؤمن و بمقدار إيمانه له نصيب من مقام الشفاعة، إلّا أنّ
المصداق الأتم و الأكمل لهذه الآية هو شخص الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
3- العوامل الثّلاثة للانتصار
في ميادين الصراع بين الحق و الباطل يكون جيش الباطل- عادة- ذا عدّة و عدد
أكثر، إلّا أن جيش الحق- بالرغم من قلّة أفراده و وسائله الظاهرية- يحصل على
انتصارات عظيمة. و يمكن مشاهدة نماذج من ذلك في غزوات بدر و الأحزاب و حنين، و في
عصرنا الحاضر يمكن مشاهدة ذلك في الثورات المنتصرة للأمم المستضعفة في مقابل الدول
المستكبرة.
و هذا الأمر يكون سبب تحلّي أنصار الحق بقوّة معنوية خاصّة بحيث تصنع من
(الإنسان) أمّة. و في الآيات أعلاه تمت الإشارة إلى ثلاثة عوامل للانتصار، العوامل
التي ابتعد عنها مسلمو اليوم، و لهذا السبب نرى هزائمهم المتكرّرة في مقابل
الأعداء و المستكبرين.
و العوامل الثلاثة هي: الدخول الصادق و الخالص في الأعمال، و الاستمرار