من المسلّم أن موسى الذي اختار لنفسه عصا الرعي تلك، لم يكن يصدق أن هذا
الموجود البسيط يستطيع القيام بمثل هذا العمل العظيم بأمر اللّه، و يحطم قوّة
الفراعنة، إلّا أنّ اللّه سبحانه قد أراه أن نفس هذه الآلة البسيطة تستطيع أن توجد
مثل تلك القوة الخارقة.
إنّ هذا- في الواقع- درس لكل البشر بأن لا يستصغروا أي شيء، فإن كثيرا من
الموجودات التي ننظر إليها باحتقار تحتوي في باطنها على قدرات عظيمة نحن غافلون
عنها و غير مطلعين عليها.
3- ماذا تقول التوراة حول هذا الموضوع؟
في الآيات أعلاه قرأنا أنّ موسى عليه السّلام عند ما أخرج يده من جيبه كانت
بيضاء مضيئة لا عيب فيها، و يمكن أن تكون هذه الجملة من أجل نفي التعبير الذي
يلاحظ في التوراة المحرفة، فقد ورد في التوراة: (و قال اللّه له أيضا: الآن ضع يدك
إلى جنبك، فوضع يد إلى جنبه، و أخرجها فإذا يده مبروصة كالثلج) [1].
إن كلمة «المبروص» مأخوذة من البرص، و هو نوع من الأمراض، و من المسلم أن
استعمال هذا التعبير هنا خطأ و غير مناسب.