الشديد العداوة، و تطلق على المتعصب العنود في عداوته، و لا منطق له.
و تقول الآية الأخيرة كتهدئة لخاطر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و
المؤمنين، و تسلية لهم، خاصّة مع ملاحظة أنّ هذه السورة نزلت في مكّة، و كان
المسلمون يومذاك تحت ضغط شديد جدّا. و كذلك تقول بنبرة التهديد و التحذير لكل
الأعداء اللجوجين العنودين: وَ كَمْ
أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ
تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً.
«الركز» بمعنى الصوت الهادىء، و يقال
للأشياء التي يخفونها تحت الأرض:
«ركاز»، أي إنّ هؤلاء الأقوام
الظالمين، و أعداء الحق و الحقيقة المتعصبين، قد تمّ تدميرهم و سيحقهم الى حدّ لا
يسمع صوت خفي منهم.
بحثان
1- محبّة علي عليه السّلام في قلوب المؤمنين
لقد صدرت روايات عديدة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في سبب نزول قوله
تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا
الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا في كثير من كتب الحديث و تفسير السنة و الشيعة، و هي تبيّن أنّ هذه الآية
نزلت لأول مرّة في حق علي عليه السّلام، و من جملة من يمكن ذكرهم: العلّامة
الزمخشري في الكشاف، و سبط ابن الجوزي في التذكرة، و الكنجي الشافعي، و القرطبي في
تفسيره المشهور، و محب الدين الطبري في ذخائر العقبى، و النيسابوري في تفسيره
المعروف، و ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة، و السيوطي في الدر المنثور، و
الهيثمي في الصواعق المحرقة، و الآلوسي في روح المعاني. و من جملة الأحاديث:
1-
يروي الثعلبي في تفسيره عن البراء بن عازب: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم قال لعلي عليه السّلام: «قل: اللّهم
اجعل لي عندك عهدا، و اجعل لي في قلوب المؤمنين مودّة»،