بعد تجسيد القرآن الكريم في الآيات السابقة حادثة ولادة المسيح عليه السّلام
بصورة حية و واضحة جدّا، انتقل إلى نفي الخرافات و كلمات الشرك التي قالوها في شأن
عيسى، فيقول: ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ خاصّة و أنّه يؤكّد على كونه «ابن مريم» ليكون ذلك مقدمة
لنفي بنوته للّه سبحانه.
ثمّ يضيف: قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ
يَمْتَرُونَ[1] و هذه
العبارة في الحقيقة تأكيد على صحة جميع ما ذكرته الآيات السابقة في حق عيسى عليه
السّلام و لا يوجد أدنى ريب في ذلك.
[1]- لقد بحث المفسّرون في تركيب هذه
الجملة كثيرا، إلّا أن أصحها على ما يبدو، من الناحية الأدبية، و بملاحظة الآيات
السابقة، هو أنّ «قول الحق» مفعول لفعل محذوف، و الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ صفة له، و كان التقدير هكذا: أقول قو الحق الذي فيه يمترون.