responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 428

لقد كانت تعيش في حالة بين الخوف و الأمل، حالة من القلق و الاضطراب المشوب بالسرور، فهي تفكر أحيانا بأن هذا الحمل سيفشو أمره في النهاية، فالأفضل أن أبقى بعيدة عن أولئك الذين يعرفونني عدّة أيّام أو أشهر، و أعيش في هذا المكان بصورة مجهولة، و ماذا سيحدث في النهاية؟

فمن الذي سيقتنع بأنّ امرأة لا زوج لها تحمل دون أن تكون قد تلوثت بالرذيلة؟ فما ذا سأفعل تجاه هذا الاتهام؟ و الحق أنّ من المؤلم جدّا بالنسبة لفتاة كانت لسنين طويلة نموذجا و قدوة للطهارة و العفة و التقوى و الورع، و مثالا في العبادة و العبودية للّه، و كان زهاد بني إسرائيل يفتخرون بكفالتها منذ الطفولة، و قد تربت و ترعرعت في ظل نبي كبير، و قد شاع أمر سجاياها و قداستها في كل مكان، أن تحس في يوم ما أن كل هذا الرصيد المعنوي مهدد بالخطر، و ستكون غرضا و مرمى لاتهام يعتبر أسوء و أقبح اتهام، و كانت هذه هي المصيبة الثّالثة التي وقعت لها.

إلّا أنّها من جهة أخرى كانت تحس أنّ هذا المولود، نبي اللّه الموعود، تحفة سماوية نفيسة، فإنّ اللّه الذي بشرني بمثل هذا الغلام، و خلقه بهذه الصورة الإعجازية كيف سيذرني وحيدة؟ فهل من المعقول أن لا يدافع عني في مقابل مثل هذا الاتهام؟ أنا التي رأيت و جربت لطفه على الدوام، و أحسست بيد رحمته على رأسي.

و هناك بحث بين المفسّرين في مدّة حمل مريم، بالرغم من أنّه ذكر في القرآن بصورة مخفية و مبهمة، فبعضهم حسبه ساعة واحدة، و آخر تسع ساعات، و ثالث ستة أشهر، و رابع سبعة، و آخر ثمانية، و آخر تسعة أشهر كسائر النساء، إلّا أن هذا الموضوع ليس له ذلك التأثير في هدف هذه القصّة. و الرّوايات الواردة في هذا المجال مختلفة أيضا.

و قد اعتقد الكثيرون أنّ المكان «القصي» هو مدينة «الناصرة» و ربّما بقيت‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست