في قوله تعالى إِذْ نادى رَبَّهُ
نِداءً خَفِيًّا طرح هذا السؤال بين المفسّرين، و هو أن «نادى»
تعني الدعاء بصوت عال، في حين أن «خفيا» تعني الإخفات و خفض الصوت، و هذان
المعنيان لا يناسب أحدهما الآخر.
إلا أننا إذا علمنا أن «خفيا» لا تعني الإخفات، بل تعني الإخفاء، فسيكون من
الممكن أن زكريا حين خلوته، حيث لا يوجد أحد سواه، كان ينادي و يدعو اللّه بصوت
عال.
و البعض قال: إن طلبه هذا كان في جوف الليل حيث كان الناس يغطون في النوم [1].
و البعض الآخر اعتبر قوله تعالى: فَخَرَجَ
عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ التي ستأتي في
الآيات التالية، دليلا على وقوع هذا الدعاء في الخلوة [2].
3- وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
إنّ زكريا قال: وَ يَرِثُ مِنْ آلِ
يَعْقُوبَ، و ذلك لأنّ زوجته كانت خالة مريم أو عيسى، و
يتصل نسبها بيعقوب، لأنّها كانت من أسرة سليمان بن داود، و هو من أولاد يهودا بن
يعقوب [3].