responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 390

حبر و مداد، و لو أنّ كافة الأشجار تحولت إلى أقلام، فإنّ ذلك كلّه لا يستطيع الإحاطة بما موجود في عالم الخالق جلّ و علا.

توضيح لمفهوم اللانهاية:

يقوم القرآن الكريم بتجسيد العدد اللانهائي و يقرب معنى العلم المطلق غير المحدود للّه تعالى، و يقرب سعة عالم الوجود العظيم إلى أفكارنا. و قد استخدم القرآن في ذلك توضيحا بليغا للغاية، و ذكر أرقاما حيّة و ذات روح.

ترى هل هناك أعداد حيّة و أخرى ميتة؟

م، ففي الرياضيات إذا وضعت الأصفار إلى يمين العدد الصحيح فهي لا تعبّر في الواقع سوى عن أعداد ميتة لا تستطيع أن تجسّد عظمة شي‌ء معين.

الأشخاص الذين يهتمون بالقضايا الرياضية و الحسابية يعرفون أنّ العدد الواحد (كرقم واحد مثلا) لو وضع أمامه من الجهة اليمنى أصفارا بطول كيلومتر واحد، فسيكون عدد عظيم جدّا و محيّر و لا يمكن تصوّر عظمته، و لكن لمن؟

للاشخاص الرياضيين لا عامّة الناس الذين لا يستطيعون تصور العظمة في هذا الرقم.

العدد الحي هو العدد الذي تنشغل أفكارنا به، و يجسّد الحقائق كما هي و يملك روحا و لسانا و عظمة.

و القرآن الكريم بدلا من أن يقول: إنّ مخلوقات عالم الوجود تتجاوز في كثرتها الرقم الذي تقع على يمينه مئات الكيلو مترات من الأصفار، يقول: إذا تحولت جميع الأشجار إلى أقلام، و كل البحار إلى مواد و حبر، فإنّ الأقلام ستتكسر و مياه البحار ستنتهي، و لا تنتهي أسرار و رموز و حقائق عالم الوجود، هذه الأسرار التي يحيط بها جميعا علم اللّه تعالى.

فكروا جيدا و تأملوا المقدار الذي يستطيع أن يكتبه القلم، ثمّ ما هو عدد

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست