المنطقة، لكي يتحصنوا به عن هجمات القبائل الهمجية من قوم يأجوج و مأجوج.
المضيق يسمى في الوقت الحاضر مضيق «داريال» حيث يمكن مشاهدته في الخرائط
المنتشرة في الوقت الحاضر، و يقع بين «والاديكيوكز» و «تفليس» في نفس المكان الذي
ما زال يظهر فيه حتى الآن الجدار الحديدي الأثري، و الذي هو نفس السد الذي بناه
«كورش»، إذ ثمّة تطابق واضح بينه و بين ما ذكر القرآن من صفات و خصائص لسدّ ذي
القرنين.
هذه هي خلاصة الأدلة التي تدعم صحة النظرية الثّالثة حول شخصية «ذو القرنين» [1].
صحيح أنّ ثمّة نقاطا مبهمة في هذه النظرية، إلّا أنّها في الوقت الحاضر تعتبر
أفضل النظريات في تشخيص شخصية «ذو القرنين» و تطبيق مواصفاتها القرآنية على
الشخصيات التأريخية.
ثالثا: أين يقع سد ذي القرنين؟
بالرغم من محاولة البعض المطابقة بين سد ذي القرنين و بين جدار الصين الذي لا
يزال موجودا و يبلغ طوله مئات الكيلو مترات، إلّا أنّ الواضح أنّ جدار الصين لا
يدخل في بنائه الحديد و لا النحاس، و مضافا إلى ذلك لا يقع في مضيق جبلي ضيق، بل
هو جدار مبني من مواد البناء العادية و يبلغ طول مئات الكيلو مترات، و ما زال
موجودا حتى الآن.
البعض يرى في سد ذي القرنين أنّه سد مأرب في اليمن، و لكن هذا السد برغم وقوعه
في مضيق جبلي، إلّا أنّه أنشئ لمنع السيل و لخزن المياه، و لم يدخل النحاس و
الحديد في بنائه.
[1]- لمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة
كتاب «ذو القرنين أو كورش الكبير».