responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 358

و رحمته الخالق الواسعة.

أراد ذو القرنين أن يقول: إنّني لا أملك شيئا من عندي كي أفتخر به، و لم أعمل عملا مهما كي أمنّ على عباد اللّه.

ثمّ استطرد قائلا: لا تظنوا أنّ هذا السد سيكون أبديا و خالدا: فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ.

وَ كانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا.

لقد أشار ذو القرنين في كلامه هذا إلى قضية فناء الدنيا و تحطّم هيكل نظام الوجود فيها عند البعث.

لكن بعض المفسّرين اعتبر الوعد الإلهي إشارة إلى التقدم العلمي للبشر و الذي بواسطته لا يبقى معنى لسد غير قابل للاختراق و العبور، فالطائرات و ما شابهها تستطيع أن تعبر جميع هذه الموانع. و لكن هذا التّفسير بعيد حسب الظاهر.

بحوث‌

أولا- الملاحظات التربوية في هذه القصة التأريخية

سنبحث فيما بعد- إن شاء اللّه- ما يتعلق بذي القرنين؛ من هو؟ و كيف تمّ سفره للشرق و الغرب؛ و أين كان السد الذي أنشأه؟ و غير ذلك، و لكن بصرف النظر عن الجوانب التأريخية، فإنّ القصّة بشكل عام تحوي على دروس تربوية كثيرة من الضروري الالتفات إليها و الإفادة منها، و في الواقع أنّها هي الهدف القرآني من إيرادها. و يمكن تلخيص هذه الدروس بالشكل الآتي:

1- إنّ أوّل درس تعلمنا إيّاه أنّ عمل هذه الدنيا لا يتمّ دون توفير أسبابه، لذا فإنّ اللّه تبارك و تعالى وهب الوسائل و الأسباب لتقدم و انتصار ذي القرنين في علمه: وَ آتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ سَبَباً. و في نفس الوقت استفاد «ذو القرنين» من‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست