responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 35

أقرب إلى اللّه فيقربون إليه أكثر. و هؤلاء لا يملكون شيئا من عندهم، بل كل ما يملكونه هو من اللّه، و كلما يرتفعون في المقام تزداد طاعتهم و عبوديتهم‌ [1].

البعض الآخر من المفسّرين يعتقد بأنّ مفهوم التعبير القرآني هو أنّهم يحاولون التسابق في التقرّب من الخالق، ففي طريق طاعة اللّه و التقرب من ذاته المقدّسة اشترك هؤلاء في مسابقة معنوية، حيث يحاول كل واحد منهم أن يتقدم على الآخر في الميدان.

و الآية- بعد ذلك- تقول: الذين يتصفون بهذه الصفات هل يمكن عبادتهم من دون اللّه، و هل هم مستقلون‌ [2]؟

أمّا التّفسير الذي يقول: إنّهم يسلكون أي وسيلة تقربهم من اللّه، فاحتماله بعيد جدّا، لأنّ ضمير (هم) في «أيّهم» و الذي يستخدم لجمع المذكر، لا يتلائم مع هذا المعنى، بل كان يجب أن يكون «أيّها» ليستقيم الرأي و بالإضافة إلى ذلك فإنّ جملة أَيُّهُمْ أَقْرَبُ‌ تقع على شكل مبتدأ و خبر، في حين أنّها وفقا لهذا المعنى يجب أن تكون على شكل مفعول أو بدلا عن المفعول.

ما هي الوسيلة؟

هذه الكلمة استخدمت في موضعين في القرآن الكريم، الموضع الأوّل في هذه الآية، و الآخر في الآية (35) من سورة المائدة في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‌. و قد قلنا هناك: إنّ (الوسيلة) تعني (التقرب) أو الشي‌ء الذي يبعث على التقرّب (أو النتيجة التي يمكن الحصول عليها من التقرّب).


[1]- وفقا لهذا التّفسير تكون «أيّهم» بدل من ضمير «يبتغون»، أو مبتدأ لخبر محذوف، و في التقدير تكون الآية:

أَيُّهُمْ أَقْرَبُ‌ أيّهم أكثر دعاء و ابتغاء للوسيلة.

[2]- في هذه الحالة «أيّهم» من حيث التركيب النحوي يمكن أن تكون- فقط- بدلا من ضمير (يبتغون).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست