responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 334

بعبارة أخرى: إنّ مجموعة من أوليائه و عباده مكلّفون في هذا العالم بالبواطن، بينما المجموعة الأخرى مكلّفون بالظواهر. و المكلّفون بالبواطن لهم ضوابط و أصول و برامج خاصّة بهم، مثلما للمكلّفين بالظواهر ضوابطهم و أصولهم الخاصّة بهم أيضا.

صحيح أنّ الخط العام لهذين البرنامجين يوصل الإنسان إلى الكمال؛ و صحيح أنّ البرنامجين متناسقين من حيث القواعد الكلية، إلّا أنّهما يفترقان في التفاصيل و الجزئيات كما لاحظنا ذلك في الأمثلة.

بالطبع لا يستطيع أحد أن يعمل كما يحلو له ضمن هذين الخطين، بل يجب أن يحصل على إجازة المالك القادر الحكيم الخالق جلّ و علا، لذا رأينا الخضر (العالم الكبير) يوضح هذه الحقيقة بصراحة قائلا، (ما فعلته عن أمري) بل إنّي خطوت الخطوات وفقا للبرنامج الإلهي و الضوابط التي كانت موضوعة لي.

و هكذا سيزول التعارض و التضاد و تنتفي الأسئلة و المشكلات المثارة حول مواقف الخضر في الحوادث الثلاث.

و سبب عدم تحمّل موسى عليه السّلام لأعمال الخضر يعود إلى مهمّة موسى التي كانت تختلف عن مهمّة الخضر في العالم، لذا فقد كان موسى عليه السّلام يبادر إلى الاعتراض على مواقف الخضر المخالفة لضوابط الشريعة بينما كان الخضر مستمرا في طريق ببرود، لأنّ وظيفة كل من هذين المبعوثين الإلهيين تختلف عن وظيفة الآخر و دوره المرسوم له إلهيا، لذلك لم يستطيعا العيش سوية، لذا قال الخضر لموسى عليه السّلام: هذا فِراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ‌.

2- من هو الخضر؟

لقد رأينا القرآن الكريم يتحدّث عن العالم من دون أن يسميّه بالخضر و قد عبّر عن معلّم موسى عليه السّلام بقوله: عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ عَلَّمْناهُ‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست