responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 33

أنّ اللّه سبحانه لم يجعل هذه الأمور سببا لافتخاره، بل اعتبر كتاب الزّبور فخره، حتى يدرك المشركون أنّ عظمة الإنسان، ليس لها علاقة بالمال و الثروة و وجود الحكومة و السلطة، كما أنّ اليتم و الفقر ليس مدعاة للذل أو دليلا على الحقارة.

رابعا: بعض اليهود قالوا: لا يمكن نزول كتاب سماوي آخر بعد موسى عليه السّلام، و القرآن يقول لهم: إنّنا أعطينا داود زبورا، فلما ذا تتعجبون من نزول القرآن؟

(بالطبع كتاب داود كان كتابا للأخلاق و ليس للأحكام، و لكنّه نزل من اللّه سبحانه و تعالى بعد التّوراة).

في كل الأحوال، ليس هناك من مانع أن تكون النقاط الأربع أعلاه سببا لانتخاب داود و زبوره من بين جميع الأنبياء، و جميع الكتب السماوية.

الآية التي تليها تستمر في اتجاه الآيات السابقة، إذ تقول للرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يخاطب المشركين بقوله تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لا تَحْوِيلًا.

إنّ هذه الآية- في الحقيقة، كما في آيات أخرى كثيرة- تبطل منطق المشركين و تضرب، صميم عقيدتهم من هذا الطريق، و هو أنّ عبادة الآلهة من دون اللّه، إمّا بسبب جلب المنفعة أو دفع الضرر، في حين أنّ الآلهة التي يعبدونها ليس لها القدرة على حل مشكلة معينة أو حتى تحريكها؛ أي نقل المشكلة من مستوى معين إلى مستوى أقل.

لذا فإنّ ذكر جملة وَ لا تَحْوِيلًا بعد قوله‌ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ إشارة إلى أنّ هؤلاء ليست لهم القدرة للتأثير الكامل في حل المشاكل بشكل نهائي، و لا القدرة للتأثير الناقص في تغيير هذه المشاكل و حلّها بشكل جزئي.

«زعمتم» مأخوذة من «زعم» و هي عادة ما تعني المعنى الناقص، لذا نقل عن ابن عباس أنّه متى ما جاءت كلمة (زعم) في القرآن فإنّها تعني الكذب و العقائد الباطلة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست