responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 296

و قد أظهر عدوانه منذ اليوم الأوّل لأبيكم آدم عليه السّلام.

فاتّخاذ الشيطان و أولاده. بدلا من الخالق المتعال أمر قبيح: بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [1].

حقّا إنّه لأمر قبيح أن يترك الإنسان الإله العالم الرحيم العطوف ذا الفيوضات و الرحمات و الألطاف، و يتمسك بالشيطان و أصحابه، إنّه أقبح إختيار، فأي عاقل يقبل أن يتخذ من عدوّه الذي ناصبه العداء- منذ اليوم الأوّل وليا و قائدا و دليلا و معتمدا؟! الآية التي بعدها هي دليل آخر على إبطال هذا التصوّر الخاطئ، إذ تقول:

عن إبليس و ابنائه أنّهم لم يكن لهم وجود حين خلق السماوات و الأرض، بل لم يشهدوا حتى خلق أنفسهم: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ‌. حتى نطلب العون منهم في خلق العالم، أو نطلعهم على أسرار الخلق.

لذا فإنّ الشخص الذي ليس له أي دور في خلق العالم، و حتى في خلق من يقع على شاكلته و من هو من نوعه، و لا يعرف شيئا من أسرار الخلق، كيف يكون مستحقا للولاية، أو العبادة، و أي قدرة أو دور يملك؟

إنّه كائن ضعيف و جاهل حتى بقضاياه الذاتية، فكيف يستطيع أن يقود الآخرين، أو أن ينقذهم من المشاكل و الصعوبات؟

ثمّ تقول: وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً.

يعني أنّ الخلق قائم على أساس الصدق و الصحة و الهداية، أمّا الكائن الذي يقوم منهج حياته على الإضلال و الإفساد، فليس له مكان في إدارة هذا النظام، لأنّه يسير في اتجاه معاكس لنظام الخلق و الوجود؛ إنّه مخرّب و مدمّر و ليس مصلحا متكاملا.

آخر آية من الآيات التي نبحثها، تحذّر مرّة أخرى، و تقول: تذكروا يوما يأتي‌


[1]- «بدلا» من حيث التركيب اللغوي، تمييز. و فاعل «بئس» هو الشيطان و عصابته، أو عباد الشيطان و عصابته.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست