responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 284

أصبح شابا كالوردة المملوءة طراوة، ثمّ يصبح كهلا ضعيفا كالنبتة الذابلة اليابسة ذات الأوراق الصفراء، ثمّ إنّ عاصفة الموت تحصد هذا الإنسان لينتشر بعد فترة تراب جسده المتهرئ- بواسطة العواصف- إلى مختلف الاتجاهات و الأماكن.

و لكن قد تنتهي دورة الحياة بصورة غير طبيعية، بمعنى أنّها لا ترتقي إلى نهاية شوطها، إذ من الممكن أن تنتهي في منتصف الشوط بواسطة صاعقة أو عاصفة كما في قوله تعالى في الآية (24) من سورة يونس: إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَ الْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ‌.

و في بعض الأحيان لا تكون الحوادث سببا لفناء الحياة في منتصف دورة الحياة، بل يستمر السير الطبيعي حتى النهاية، أي وصولا إلى مرحلة الذبول و التشتت و الفناء كما أشارت إلى ذلك الآية التي نبحثها.

في كل الأحوال تنتهي الحياة الدنيا- سواء في الطريق الطبيعي أو غير الطبيعي- إلى الفناء الذي يحل بساحة الإنسان عاجلا أم آجلا.

2- عوامل تحطيم الغرور

قلنا: إنّ الكثير من الناس عند ما يحصلون على الإمكانات المادية و المناصب يصابون بالغرور، و هذا الغرور هو العدو اللدود لسعادة الإنسان، و في الآيات السابقة رأينا كيف أنّ الغرور يؤدي إلى الشرك و الكفر.

و لأنّ القرآن كتاب تربوي عظيم، فهو يستفيد من عدة طرق لتحطيم الغرور.

ففي بعض الأحيان يجسّد لنا أنّ الفناء هو نهاية الثروات المادية كما في الآيات أعلاه.

و في أحيان أخرى يحذّر من إمكانية تحوّل الثروات و الأولاد إلى عدو

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست