بل عمد إلى ما هو أكثر من هذا، إذ بما أنّ الخلود في هذا العالم بتعارض مع
البعث و المعاد، لذا فقد فكّر في إنكار القيامة و قال: وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً و هذا كلام يعكس و هم قائلة و تمنياته! ثمّ أضاف! حتى لو فرضنا وجود القيامة
فإنّي بموقعي و وجاهتي سأحصل عند ربّي- إذا ذهبت إليه- على مقام و موقع أفضل. لقد
كان غارقا في أوهامه وَ لَئِنْ رُدِدْتُ
إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً.
لقد أخذ صاحب البستان ضمن الحالة النفسية التي يعيشها و التي صورها القرآن
الكريم، يضيف إلى نفسه في كل فترة و هما بعد آخر من أمثال ما حكت عنه الآيات آنفا،
و عند هذا الحد انبرى له صديقه المؤمن و أجابه بكلمات يشرحهما لنا القرآن الكريم.