إنّ السبات بالنسبة للحيوانات التي لا تستطيع الحصول على غذائها فرصة ثمينة
للغاية لكي تديم حياتها عن هذا الطريق.
نموذج آخر: دفن المرتاضين
فيما يخص المرتاضين يشاهد أنّ بعضهم يتمّ وضعه بالتابوت و يدفن أحيانا تحت
التراب لمدّة أسبوع، و ذلك أمام عيون المشاهدين الحيارى التي لا تكاد تصدّق ما
ترى، و بعد أن تنتهي المدّة المقرّرة يتمّ إخراجه و يجري له التدليك و التنفس
الاصطناعي حتى يعود إلى حالته الطبيعية.
و حتى لو افترضنا أن حاجة أجسادهم إلى الطعام غير ملحّة، فإنّ الحاجة إلى
الأوكسجين حاجة مهمّة للغاية و لا يمكن للجسم التخلّي عنها، إذا نعرف هنا أنّ
حساسية الخلايا المخية للاوكسجين و حاجتها إليه كبيرة للغاية، بحيث إذا حرمت منها
لبضعة دقائق فإنّها ستتلف.
و الآن يتساءل: كيف يتحمّل الشخص المرتاض قلّة الأوكسجين مثلا لمدّة قد تصل
إلى حدود الأسبوع؟
الجواب على هذا السؤال- و مع مراعاة ما ذكرناه قبل قليل- ليس بالأمر الصعب،
ففي هذه المدّة تتوقف (تقريبا) الفعاليات الحياتية لجسم المرتاض، لذا فإنّ حاجة
الخلايا للأوكسجين و استهلاكها لها ستقل بشدّة، بحيث أنّ الهواء الموجود في فضاء
التابوت يكفي في هذه المدّة لتغذية الخلايا.
تجميد جسم الإنسان و هو حي:
اليوم ثمّة نظريات كثيرة حول تجميد جسم الأحياء بما فيهم الإنسان (لزيادة
العمر) و قد تمّ تنفيذ قسم من هذه النظريات في الوقت الحاضر.
طبقا لهذه النظريات، فإنّه عند وضع جسم الإنسان أو أي حيوان في درجة