من المسلّم به أنّ قصّة أصحاب الكهف لم تكن مذكورة في أي من الكتب السماوية
السابقة (سواء الكتب الأصلية أو المحرّفة الموجودة الآن) و يجب أن لا تذكر، لأنّ
الحادثة- طبقا للتأريخ العام- كانت قد وقعت في القرون التي تلت ظهور المسيح عيسى
عليه السّلام.
إنّ حادثة أصحاب الكهف وقعت في زمان «دكيوس» (التي تعرّب بديقيانوس) حيث تعرّض
المسيحيون في عصره إلى تعذيب شديد.
و يقول المؤرخون الأوربيون: إنّ هذه الحادثة وقعت في الفترة من 49- 251
ميلادي، و بذلك يرى هؤلاء المؤرخون أنّ مدّة نوم أصحاب الكهف لم تستغرق سوى (157)
سنة، و يطلقون عليهم لقب (النائمون السبعة لأفسوس) في حين أنّهم يعرفون بيننا
بأصحاب الكهف [1].
و الآن لنتعرف أين تقع (أفسوس) هذه؟ و من أوّل عالم كتب كتابا عن قصّة هؤلاء
السبعة النائمين؟ و في أي قرن حصل ذلك؟
(أفسوس) أو (أفسس) بضم الألف و السين،
هي واحدة من مدن آسيا الصغرى (تركيا الحالية التي هي جزء من مملكة الروم الشرقية
القديمة) و تقع بالقرب من نهر (كاستر) و على بعد (40) ميلا تقريبا جنوب شرقي
(أزمير) حيث كانت عاصمة الملك (الونى).
و قد اشتهرت (أفسوس) بسبب معبدها الوثني المعروف ب «أرطاميس» الذي يعتبر أحد
عجائب الدنيا السبع [2].
و يقولون: إنّ قصة أصحاب الكهف شرحت لأول مرّة في رسالة باللغة السريانية
كتبها عالم مسيحي يسمى (جاك) الذي كان رئيسا للكنيسة السورية،