responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 203

التّفسير

بداية قصّة أصحاب الكهف‌

في الآيات السابقة كانت هناك صورة للحياة الدنيا، و كيفية اختبار الناس فيها، و مسير حياتهم عليها، و لأنّ القرآن غالبا ما يقوم بضرب الأمثلة للقضايا الحسّاسة، أو أنّه يذكر نماذج من التأريخ لتجسيد الوعي بالقضية، لذا قام في هذه السورة بتوضيح قصّة أصحاب الكهف، و عبرّت عنهم الآيات بأنّهم (أنموذج) أو (أسوة).

إنّهم مجموعة من الفتية الأذكياء المؤمنين، الذين كانوا يعيشون في ظل حياة مترفة بالزّينة و أنواع النعم، إلّا أنّهم انسلخوا من كل ذلك لأجل حفظ عقيدتهم و للصراع ضدّ الطاغوت؛ طاغوت زمانهم، و ذهبوا إلى غار خال من جميع أشكال الزّينة و النعم، و قد أثبتوا بهذا المسلك أمر استقامتهم في سبيل الإيمان و الثبات عليه.

الملفت للنظر أنّ القرآن ذكر في البداية قصّة هذه المجموعة من الفتية بشكل مجمل، موظفا بذلك أحد أصول فن الفصاحة و البلاغة، و ذلك لتهيئة أذهان المستمعين ضمن أربع آيات، ثمّ بعد ذلك ذكر التفاصيل في (14) آية.

في البداية يقول تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً. إنّ لنا آيات أكثر عجبا في السموات و الأرض، و إن كل واحد منها نموذج لعظمة الخالق جلّ و علا، و في حياتكم- أيضا- أسرار عجبية تعتبر كل واحدة منها علامة على صدق دعوتك، و في كتابك السماوي الكبير هذه آيات عجيبة كثيرة، و بالطبع فإنّ قصّة أصحاب الكهف ليست بأعجب منها.

أمّا لماذا سميت هذه المجموعة بأصحاب الكهف؟ فذلك يعود إلى لجوئهم إلى الغار كي ينقذوا أنفسهم، كما سيأتي ذلك لاحقا إن شاء اللّه.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست