خاف، بل على
أبصارهم غشاوة، و قلوبهم مغلقة دون الاستجابة للحق، و عقولهم معطّلة عن الهدى بسبب
الجهل و الحقد و التعصب و العناد.
بحوث
1- خلاصة
عامّة للآيات
الآيات
الآنفة ترسم لنا بدقة أحوال الضالين و الموانع التي تحول دون معرفتهم للهدى، و
بشكل عام تقول الآيات: إنّ ثمّة ثلاثة موانع لمعرفة هؤلاء للحق، بالرغم من سهولة
رؤية طريق الحق، هذه الموانع هي:
أ- وجود
الحجاب بينك و بينهم، و هذا الحجاب في حقيقته إن هو إلّا أحقادهم و حسدهم و بغضهم
و العداوة التي يضمرونها نحوك، فهذا الحجاب بمكوناته هو الذي يمنعهم من النظر إلى
شخصيتك الرسالية، أو أن يدركوا كلامك، حتى أنّ الحسنات تتحول في نظرهم إلى سيئات.
ب- سيطرة
الجهل و التقليد الأعمى على قلوبهم بحيث أنّهم غير مستعدين لسماع كلمة الحق من أي
شخص كان.
ج- إنّ حواس
المعرفة لدى هؤلاء، كالأذن- مثلا- تنفر من كلام الحق، و تكون كأنّها صمّاء، أمّا
الكلام الباطل فإنّهم يتذوقونه و يفرحون به، و ينفذ إلى أعماقهم بسرعة، خاصّة و أن
التجربة أثبتت أنّ الإنسان إذا لم يكن راغبا بشيء فسوف لا يسمعه بسهولة. أمّا إذا
كان راغبا فيه، فإنّه سيدركه بسرعة، و هذا يدل على أنّ الإحساسات الداخلية لها
تأثيرها على الحواس الظاهرة، بل و تستطيع أن تطبعها بالشكل الذي تريده.
أمّا نتيجة
هذه الموانع الثلاثة فهي:
أوّلا:
الهروب من سماع الحق، خاص عند ما يكون الحديث عن وحدانية الخالق، لأنّ هذه
الوحدانية تتناقض مع أصول اعتقادات المشركين.