بعد أن قطعت الآيات السابقة أشواطا في مجال التوحيد و النّبوة و عرض حديث المعارضين
و المشركين، فإنّ هذه الآيات عبارة عن خاتمة المطاف في هذا الحديث، إذ تضع النتيجة
الأخيرة لكل ذلك. ففي البداية تقول الآية إذا لم يقبل أولئك أدلتك الواضحة حول
التوحيد و النّبوة و المعاد فقل لهم: قُلْ كَفى
بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً
بَصِيراً[1].
إنّ هذه الآية تستهدف أمرين فهي أوّلا: تهدّد المعارضين المتعصبين
[1]- من حيث التركيب: إنّ «الباء» في كَفى بِاللَّهِ
زائدة، و «اللّه» فاعل «كفى» و «شهيدا» تمييز، أو حال كما يقول البعض.