responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 148

بعث إليهم، بل إنّ الناس سوف يقولون: إنّ هذا النّبي المرسل لا يعرف ما في قلوبنا و ضمائرنا، و لا يدرك ما تنطوي عليه أرواحنا من عوامل الشهوة و الغضب و ما إلى ذلك، إنّ مثل هذا الرّسول سوف يتحدث إلى نفسه فقط، إذ لو كان مثلنا يملك نفس أحاسيسنا و مشاعرنا لكان مثل حالنا أو أسوأ، لذا لا اعتبار لكلامه.

أمّا عند ما يكون القائد مثل‌

أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام الذي يقول: «إنّما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي أمنة يوم الخوف الأكبر» [1].

فإنّ مثله يصلح أن يكون الأسوة و القدوة لمن يقودهم.

من جانب آخر ينبغي للقائد أن يدرك جميع احتياجات و مشاكل أتباعه كي يكون قادرا على علاجهم، و الإجابة على أسئلتهم، لهذا السبب نرى أنّ الأنبياء برزوا من بين عامّة الناس، و عانوا في حياتهم كما يعاني الناس، و ذاقوا جميع مرارات الحياة، و لمسوا الحقائق المؤلمة بأنفسهم و هيأوا أنفسهم لمعالجتها و مصابرة مشكلات الحياة.

ملاحظات‌

1- قوله تعالى: وَ ما مَنَعَ النَّاسَ ... يعني إن سبب عدم إيمانهم هو هذا التذرّع، إلّا أنّ هذا التعبير ليس دليلا على الحصر، بل هو للتأكيد و بيان أهمية الموضوع.

2- عبارة: مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ‌ موضع اختلاف في أقوال و آراء المفسّرين، فالبعض يعتبرها إشارة إلى قول عرب الجاهلية الذين كانوا يقولون بأنّنا كنّا نعيش في هذه الجزيرة حياة هادئة، و قد جاء محمّد ليجلب الفوضى و القلق، إلّا أنّهم جوبهوا بقول القرآن لهم بأنّه حتى لو كانت الملائكة تسكن‌


[1]- نهج البلاغة، الرسالة رقم 45.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست