responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 128

نرى أنّ الشي‌ء الموجود في الخارج هو الفيلم و الخارطة الصغيرة، إلّا أنّه في صورنا و إدراكاتنا الذهنية تكون الصور بمقدار وجودها الخارجي، و لا بدّ بالتالي من مكان يستوعبها، فهل يمكن للخلايا الدماغية و هي بمساحتها و حجمها المعروف أن تستوعب كل هذه الأحجام العظيمة؟

و خلاصة القول: إنّنا نتصوّر الصور الذهنية للأشياء بنفس أحجامها وسعتها في موضوعاتها الخارجية، و هذا التصوّر العظيم لا يمكن أن ينعكس في الخلايا الدماغية، لذلك فهي تحتاج إلى مكان و محل خاص، و هكذا ندرك أن فينا وجودا حقيقيا أكبر من هذه الخلايا و فوقها جميعا.

رابعا: عدم تشابه الظواهر الروحية مع الأوضاع المادية

هناك دليل آخر على استقلال الروح و عدم ماديتها، ففي الظواهر الروحية نشاهد خواصا و أوضاعا معينة تختلف عن الخواص و الأوضاع المادية، و ليس ثمّة تشابه بينهما. و مثال ذلك ما يلي:

1- الموجودات المادية تحتاج إلى الزمان و لها بعد تدريجي.

2- بمرور الزمن تبلى هذه الموجودات المادية.

3- من صفاتها أنّها قابلة للتقسيم إلى أجزاء متعدّدة.

و لكن الظواهر الذهنية ليست لها هذه الآثار و الخواص، حيث أنّنا نستطيع أن نتصوّر عالما كعالمنا الحالي في ذهننا دون الحاجة إلى مرور الزمن و التدرّج.

و إضافة إلى ذلك، فإنّ اللقطات الموجودة في الذهن منذ عهد الطفولة لا تصبح قديمة و لا تستهلك أو تبلى بمرور الزمن، بل تحتفظ بنفس شكلها، و يمكن أن يستهلك دماغ الإنسان، إلّا أنّ صورة البيت المتجسّدة في الدماغ منذ عشرين عامّا ثابتة فيه لا تتغيّر و لا تستهلك و لها نوع من الثبات الذي هو صفة عالم ما وراء الطبيعة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست