الأمراض العصبية و معالجتها، و هذه هي الفعالية الفيزيائية لعقلنا.
إضافة إلى هذا، فإنّ خلايا العقل عند التفكير، و كذلك عند النشاطات العصبية
المختلفة، تقوم بمجموعة من الأفعال و الانفعالات الكيمياوية.
لذلك فإنّ الروح و الصفات الروحية ليست سوى الخواص الفيزيائية و الأفعال
الكيميائية للخلايا العقلية و العصبية.
إنّ الماديين يستفيدون من كل هذا العرض لبلورة النتائج التالية:
1- بما أنّ نشاط الغدد اللعابية و آثارها المختلفة لم تكن موجودة قبل وجود جسم
الإنسان، بل إنّها وجدت بعد وجوده، لذا فإنّ النشاطات الروحية تظهر بعد ظهور
الدماغ و الجهاز العصبي، و تموت هذه الفعاليات بموت الإنسان.
2- الروح من خواص الجسم، إذن فهي مادية و ليس لها أي صفات ميتافيزيقية.
3- الروح خاضعة لجميع القوانين التي تحكم جسم الإنسان.
4- ليس هناك وجود مستقل للروح بدون جسم، و لا يمكن أن يكون ذلك.
دلائل الماديين على عدم استقلال الروح
لقد أورد الماديون شواهد لإثبات دعواهم بأنّ الروح و الفكر و سائر الظواهر
الروحية هي قضايا مادية، أي تكون انعكاسا للخواص الفيزيائية و الكيميائية للخلايا
العصبية و الدماغية، و نستطيع أن نشير هنا إلى هذه الشواهد من خلال هذه النقاط:
1- «يمكن الإشارة و بسهولة إلى تعطّل قسم من الأغراض الروحية عند عطل أو إصابة
قسم من المراكز العصبية أو سلسلة من الأعصاب» [1].
فمثلا تمّ اختبار حالة رفع فيها قسم من دماغ الطير، و لم يؤد ذلك إلى موته،