responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 113

و في الرّوايات المتعدّدة التي بين أيدينا من طرق الشيعة و أهل السنّة نقرأ أنّ هذا السؤال عن الروح أخذه المشركون من علماء أهل الكتاب الذين يعيشون مع قريش، كي يختبروا به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، إذ قالوا لهم: إذا أعطاكم الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم معلومات كثيرة عن الروح فهذا دليل على عدم صدقه، لذلك نراهم قد تعجبوا من إجابة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المليئة بالمعاني رغم قصرها و قلّة كلماتها.

و لكن نقرأ في بعض الرّوايات الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام، في تفسير هذه الآية، أنّ الروح مخلوق أفضل من جبرائيل و ميكائيل، و كان هذا المخلوق برفقة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و برفقة الأئمّة الصادقين عليهم السّلام من أهل بيته من بعده، حيث كان يعصمهم من أي انحراف أو زلل خلال مسيرتهم‌ [1].

إنّ هذه الرّوايات لا تعارض التّفسير الذي قلناه، بل هي متناسقة معه و داعمة له، لأنّ الروح الإنسانية لها مراتب و درجات، فتلك المرتبة من الروح الموجودة عند الأنبياء و الأئمة عليهم السّلام، هي في مرتبة و درجة عالية جدّا، و من آثارها العصمة من الخطأ و الذنب و كذلك يترتب عليها العلم الخارق. و بالطبع فإنّ روحا مثل هذه هي أفضل من الملائكة بما في ذلك جبرئيل و ميكائيل. (فتدبّر)

أصالة و استقلال الرّوح:

يظهر تأريخ العلم و المعرفة الإنسانية أنّ قضية الروح و أسرارها الخاصّة كانت محط توجّه العلماء، حيث حاول كل عالم الوصول إلى محيط الروح السري. و لهذا السبب ذكر العلماء آراء مختلفة و كثيرة حول الروح.

و من الممكن أن تكون علومنا و معارفنا اليوم- و كذلك في المستقبل- قاصرة عن التعرف على جميع أسرار الروح و الإحاطة بتفصيلاتها، بالرغم من أنّ روحنا هي أقرب شي‌ء لدينا من جميع ما حولنا. و بسبب الفوارق التي تفصل بين‌


[1]- تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 215.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست