responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 32

فالآية هنا تلتفت نحو المسلمين فتخاطبهم بالقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَ الرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‌.

الطريف هنا أنّنا نواجه الأسلوب نفسه في القرآن على ما عهدناه في أمكنة أخرى من آياته، فالآية هنا لم تقل: إنّ الأحبار و الرهبان جميعهم ليأكلون، بل قالت: إِنَّ كَثِيراً فهي تستثني الأقلية الصالحة منهم، و هذا النوع من الدقة ملحوظ في سائر آيات القرآن، و قد أشرنا الى ذلك سابقا.

لكن كيف يأكلون أموال الناس دون مسوّغ أو مجوّز، أو كما عبّر القرآن «بالباطل» فقد أشرنا سابقا الى ذلك في آيات أخرى كما ورد في التأريخ شي‌ء منه أيضا، و ذلك:

أوّلا: إنّهم كتموا حقائق التعاليم التي جاء بها موسى عليه السّلام في توراته و عيسى عليه السّلام في إنجيله، لئلا يميل الناس الى الدين الجديد، «الدين الإسلامي» فتنقطع هداياهم و تغدو منافعهم في خطر، كما أشارت الى ذلك الآيات (41) و (79) و (174) من سورة البقرة.

و الثّاني: إنّهم بأخذهم «الرّشوة» كانوا يقلبون الحق باطلا و الباطل حقّا، و كانوا يحكمون لصالح الأقوياء، كما أشارت الى ذلك الآية (41) من سورة المائدة.

و من أساليبهم غير المشروعة في أخذ المال هو ما يسمّى ب «صكوك الغفران و بيع الجنّة» فكانوا يتسلمون أموالا باهظة من الناس، و يبيعون الجنّة ب «صكوك الغفران» و الغفران و دخول الجنّة منحصران بإرادة اللّه و أمره، و هذا الموضوع- أي صكوك الغفران- يضجّ به تأريخ المسيحيّة! كما أثار نقاشات و جدالا عندهم.

و أمّا صدّهم عن سبيل اللّه فهو واضح، لأنّهم كانوا يحرفون آيات اللّه، أو أنّهم كانوا يكتمونها رعاية لمنافعهم الخاصّة، بل كانوا يتهمون كل من يرونه مخالفا لمقامهم و منافعهم، و يحاكمونه- في محاكم تدعى بمحاكم التفتيش الديني بأسوأ

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست