responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 257

يؤدون تعهداتهم أمام الإيمان باللّه على أحسن وجه دون أي تردد أو تماهل و لا يخافون سيل المصاعب و العقبات، بل يثبتون صدق إيمانهم بأنواع الفداء و التضحية.

و لا شك أنّ لهذه الصفات درجات، فقد يكون البعض في قمتها، و هم الذين نسمّيهم بالمعصومين، و البعض في درجات أقل و أدنى منها.

هل المراد من الصّادقين هم المعصومون فقط؟

بالرغم من أنّ مفهوم الصادقين- كما ذكرنا سابقا- مفهوم واسع، إلّا أنّ المستفاد من الرّوايات الكثيرة أنّ المراد من هذا المفهوم هنا هم المعصومون فقط.

يروي سليم بن قيس الهلالي: إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام كان له يوما كلام مع جمع من المسلمين، و من جملة ما قال: «فأنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ‌. فقال سلمان: يا رسول اللّه أ عامّة هي أم خاصّة؟

قال: أمّا المأمورون فالعامّة من المؤمنين أمروا بذلك، و أمّا الصادقون فخاصّة لأخي علي و الأوصياء من بعده إلى يوم القيامة»؟ قالوا: اللّهم نعم‌ [1].

و يروي نافع عن عبد اللّه بن عمر: إنّ اللّه سبحانه أمر أوّلا المسلمين أن يخافوا اللّه ثمّ قال: كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ‌ يعني مع محمّد و أهل بيته‌ [2].

و بالرغم من أنّ بعض مفسّري أهل السنة- كصاحب المنار- قد نقلوا ذيل الرّواية أعلاه هكذا: مع محمّد و أصحابه، و لكن مع ملاحظة أن مفهوم الآية عام و شامل لكل زمان، و صحابة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم كانوا في زمن خاص، تبيّن لنا أنّ العبارة التي وردت في كتب الشيعة عن عبد اللّه بن عمر هي الأصح.

و نقل صاحب تفسير البرهان نظير هذا المضمون عن طرق العامّة، و قال: إنّ‌


[1] تفسير البرهان، ج 2، ص 170.

[2] المصدر السّابق.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست