يؤدون تعهداتهم أمام الإيمان باللّه على أحسن وجه دون أي تردد أو تماهل و لا
يخافون سيل المصاعب و العقبات، بل يثبتون صدق إيمانهم بأنواع الفداء و التضحية.
و لا شك أنّ لهذه الصفات درجات، فقد يكون البعض في قمتها، و هم الذين نسمّيهم
بالمعصومين، و البعض في درجات أقل و أدنى منها.
هل المراد من الصّادقين هم المعصومون فقط؟
بالرغم من أنّ مفهوم الصادقين- كما ذكرنا سابقا- مفهوم واسع، إلّا أنّ
المستفاد من الرّوايات الكثيرة أنّ المراد من هذا المفهوم هنا هم المعصومون فقط.
يروي سليم بن قيس الهلالي: إنّ أمير
المؤمنين عليه السّلام كان له يوما كلام مع جمع من المسلمين، و من جملة ما قال:
«فأنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل: يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ. فقال سلمان: يا رسول اللّه أ عامّة هي أم خاصّة؟
قال: أمّا المأمورون فالعامّة من المؤمنين أمروا بذلك، و أمّا الصادقون فخاصّة
لأخي علي و الأوصياء من بعده إلى يوم القيامة»؟ قالوا: اللّهم نعم [1].
و يروي نافع عن عبد اللّه بن عمر: إنّ اللّه سبحانه أمر أوّلا المسلمين أن
يخافوا اللّه ثمّ قال: كُونُوا مَعَ
الصَّادِقِينَ يعني مع محمّد و أهل بيته [2].
و بالرغم من أنّ بعض مفسّري أهل السنة- كصاحب المنار- قد نقلوا ذيل الرّواية
أعلاه هكذا: مع محمّد و أصحابه، و لكن مع ملاحظة أن مفهوم الآية عام و شامل لكل
زمان، و صحابة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم كانوا في زمن خاص، تبيّن لنا
أنّ العبارة التي وردت في كتب الشيعة عن عبد اللّه بن عمر هي الأصح.
و نقل صاحب تفسير البرهان نظير هذا المضمون عن طرق العامّة، و قال: إنّ