قلنا: إن واحدا من الأمور الأربعة التي بلّغها الإمام علي عليه السلام في موسم
الحج في السنة التاسعة للهجرة، هو أنّه لا يحق لأحد من المشركين دخول المسجد
الحرام، أو الطواف حول البيت، فالآية محل البحث تشير إلى هذا الموضوع و حكمته،
فتقول أوّلا: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا
الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا.
و هل الآية هذه دليل على نجاسة المشرك بالمفهوم الفقهي، أو لا؟! هناك كلام بين
الفقهاء و المفسّرين، و من أجل تحقيق معنى الآية يلزمنا التحقيق في كلمة «نجس» قبل
كل شيء ...
«النجس» على زنة «الهوس» كلمة ذات
معنى مصدري، و تأتي للتأكيد و المبالغة و الوصف.
يقول الراغب في مفرداته: إنّ النجاسة و النجس يطلقان على كل قذارة، و هي